دخول
المواضيع الأكثر شعبية
مواضيع مماثلة
عدد الزوار منذ
6/2010
عدد الزيارات منذ
6/2010
في غياب روح الحريّة واحترام الانسان نجد أنّ قضية أدب الحوار
ملتقى عباد الرحمن .::. و عجلت اليك ربى لترضى :: الملتقى الاسلامي :: السيره العطره :: قصص للعبره و العظه
صفحة 1 من اصل 1
في غياب روح الحريّة واحترام الانسان نجد أنّ قضية أدب الحوار
في غياب روح الحريّة واحترام الانسان نجد أنّ قضية أدب الحوار تتخذ أبعاداً
خاصة حين تتصل بالحوار حول الدين وقضاياه ..
ليس هيّناً على ضمير المسلم المعاصر أن يتأمل فيما يدور حوله من حوار حول
قضايا الإسلام والمسلمين , فإن هذا الحوار لايكاد يبدأ جدالاً بالتي هي أحسن..
حتى تتسلل إليه الحدة والشدّة , وتستولي على أطرافه روح الضيق بالمخالفين
.. ثم لاتلبث (القضايا) و(الهموم) التي بدأ الحوار حين بدأ بقصد خدمتها ..
والاهتداء إلى الرشد والصواب في شأنها أن تضيع وسط الصيحات العالية ..
والاتهامات المتبادلة .. ولايبقى في الساحة إلا خصوم يتبارزون ويتناطحون
غاية كلٌ منهم أن "ينتصر" .. على خصمه وأن تخلو الساحة من كل أحد سواه
ومن كل رأي .. سوى رأيه .. وهذا المنهج الفاسد طبع عربي سائد.. وليس
وقفاً على الحوار الديني وجده .. وإنّ نظرة سريعة على الحوار العربي الدائر
حولنا كفيلة بأن تردّنا إلى واقع أشد مرارة وأكثر تردياً .. فها هي القنوات
الفضائية تعرض كل يوم أعتى المبارزات الكلامية , وغايتها المراء والجدل
العقيم أو الإثارة أو القضاء على الخصم ورأيه , وتلك هي مواقع الانترنت
والمنتديات أما مواقع الشات فليست إلا مهاترات فارغة .. وفي مبارزات
الاقلام والإعلام تستباح الحقيقة , ويزيف الواقع , وتنتهك الكرامة , ويُرجم
أصحاب الرأي المخالف .. ومن عموم البلوى على هذا النحو , وارتباطها
بقضايا الثقافة والسياسة , وغياب روح الحريّة واحترام الإنسان , فإنّ قضية
أدب الحوار تتخذ أبعاداً خاصة , حين تتصل بالحوار حول الدين وقضاياه
ذلك أن الصواب والخطأ في مجال (الحوار الديني) يتحولان في تفكير كثير من
الناس وفي وجدانهم إلى مرادفين للحق والباطل .. أو للهدى والضلال ..
ومعنى هذا أن المهزوم في الحوار .. لن يعتبر في نظر الخصم والجمهور
مخطئاً في رأيه مجانباً للصواب في اجتهاده .. بل سيعتبر مجانباً للحق ,
منحازاً للباطل .. وقد يبلغ الحماس في وصفه بهذه (الخطايا) مبلغ اتهامه
بالكفر والفسوق والعصيان .. إننا ندعو علماءنا ومثقفينا الذي يحملون الأقلام
ويعتلون المنابر أن يتوقفوا قليلاً عند تراثنا الذي يرفعون راياته في كل مناسبة
ليتأسوا بالنماذج المشرقة التي يزخر بها ذلك التراث لأدب الحوار حول أدق
القضايا .. ندعوهم إلى أن يراجعوا الحوار الرائع بين عمر رضي الله عنه
ونفر غير قليل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .. حين أراد عمر
ألا يوزع الأراضي المفتوحة على المقاتلين من بين المسلمين .. فلقد كان
موضوع الخلاف مثيراً لتفسيرات آيات عديدة من القرآن الكريم , وكان يحمل
في طيّاته مصالح كبيرة لفئات يتفاوت نصيبها من الثروة والحاجة إلى المال
فما اشتد عمر وما عنّف أحدا من الصحابة بعبارة .. وما انتقل الحوار من
شواهد الرأي وأدلته .. إلى بواعث أصحابه ودوافعهم وإنما تبادلوا رأياً برأي
وحجةً بحجة .. حتى اقتنع الصحابة قائلين بعد الحوار الطويل :
" نِعم ما قلت ومارأيت
خاصة حين تتصل بالحوار حول الدين وقضاياه ..
ليس هيّناً على ضمير المسلم المعاصر أن يتأمل فيما يدور حوله من حوار حول
قضايا الإسلام والمسلمين , فإن هذا الحوار لايكاد يبدأ جدالاً بالتي هي أحسن..
حتى تتسلل إليه الحدة والشدّة , وتستولي على أطرافه روح الضيق بالمخالفين
.. ثم لاتلبث (القضايا) و(الهموم) التي بدأ الحوار حين بدأ بقصد خدمتها ..
والاهتداء إلى الرشد والصواب في شأنها أن تضيع وسط الصيحات العالية ..
والاتهامات المتبادلة .. ولايبقى في الساحة إلا خصوم يتبارزون ويتناطحون
غاية كلٌ منهم أن "ينتصر" .. على خصمه وأن تخلو الساحة من كل أحد سواه
ومن كل رأي .. سوى رأيه .. وهذا المنهج الفاسد طبع عربي سائد.. وليس
وقفاً على الحوار الديني وجده .. وإنّ نظرة سريعة على الحوار العربي الدائر
حولنا كفيلة بأن تردّنا إلى واقع أشد مرارة وأكثر تردياً .. فها هي القنوات
الفضائية تعرض كل يوم أعتى المبارزات الكلامية , وغايتها المراء والجدل
العقيم أو الإثارة أو القضاء على الخصم ورأيه , وتلك هي مواقع الانترنت
والمنتديات أما مواقع الشات فليست إلا مهاترات فارغة .. وفي مبارزات
الاقلام والإعلام تستباح الحقيقة , ويزيف الواقع , وتنتهك الكرامة , ويُرجم
أصحاب الرأي المخالف .. ومن عموم البلوى على هذا النحو , وارتباطها
بقضايا الثقافة والسياسة , وغياب روح الحريّة واحترام الإنسان , فإنّ قضية
أدب الحوار تتخذ أبعاداً خاصة , حين تتصل بالحوار حول الدين وقضاياه
ذلك أن الصواب والخطأ في مجال (الحوار الديني) يتحولان في تفكير كثير من
الناس وفي وجدانهم إلى مرادفين للحق والباطل .. أو للهدى والضلال ..
ومعنى هذا أن المهزوم في الحوار .. لن يعتبر في نظر الخصم والجمهور
مخطئاً في رأيه مجانباً للصواب في اجتهاده .. بل سيعتبر مجانباً للحق ,
منحازاً للباطل .. وقد يبلغ الحماس في وصفه بهذه (الخطايا) مبلغ اتهامه
بالكفر والفسوق والعصيان .. إننا ندعو علماءنا ومثقفينا الذي يحملون الأقلام
ويعتلون المنابر أن يتوقفوا قليلاً عند تراثنا الذي يرفعون راياته في كل مناسبة
ليتأسوا بالنماذج المشرقة التي يزخر بها ذلك التراث لأدب الحوار حول أدق
القضايا .. ندعوهم إلى أن يراجعوا الحوار الرائع بين عمر رضي الله عنه
ونفر غير قليل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .. حين أراد عمر
ألا يوزع الأراضي المفتوحة على المقاتلين من بين المسلمين .. فلقد كان
موضوع الخلاف مثيراً لتفسيرات آيات عديدة من القرآن الكريم , وكان يحمل
في طيّاته مصالح كبيرة لفئات يتفاوت نصيبها من الثروة والحاجة إلى المال
فما اشتد عمر وما عنّف أحدا من الصحابة بعبارة .. وما انتقل الحوار من
شواهد الرأي وأدلته .. إلى بواعث أصحابه ودوافعهم وإنما تبادلوا رأياً برأي
وحجةً بحجة .. حتى اقتنع الصحابة قائلين بعد الحوار الطويل :
" نِعم ما قلت ومارأيت
مشتاق للرحمن- ... عضـــ مميز ـــو ...
- عدد الرسائل : 151
العمر : 32
المكان : مصر
المهنه : https://alrhman.ahlamontada.net
السٌّمعَة : 0
نقاط : 100
تاريخ التسجيل : 29/03/2007
مواضيع مماثلة
» خلاف بين عمرو خالد والقرضاوي حول الحوار مع الدنمارك
» أهمية الصلاة في وقتها على جسم الانسان
» الميثالويثونيدز (مادة يفرزها مخ الانسان و الحيوان)انظر الى عظمة الخالق
» أهمية الصلاة في وقتها على جسم الانسان
» الميثالويثونيدز (مادة يفرزها مخ الانسان و الحيوان)انظر الى عظمة الخالق
ملتقى عباد الرحمن .::. و عجلت اليك ربى لترضى :: الملتقى الاسلامي :: السيره العطره :: قصص للعبره و العظه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى