دخول
المواضيع الأكثر شعبية
مواضيع مماثلة
عدد الزوار منذ
6/2010
عدد الزيارات منذ
6/2010
احبتي في الله لعلّنا تحدّثنا كثيراً عن الأم ومكانتها...
2 مشترك
ملتقى عباد الرحمن .::. و عجلت اليك ربى لترضى :: ملتقى العلوم الشرعيه :: علوم الفقه وأصوله :: الفتـــاوى
صفحة 1 من اصل 1
احبتي في الله لعلّنا تحدّثنا كثيراً عن الأم ومكانتها...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأم وتـاج المُـلـك
احبتي في الله
لعلّنا تحدّثنا كثيراً عن الأم ومكانتها والكرامة التي أكرمها الإسلام بها، وكيف أنّ الله سبحانه أمرنا ببرّها هي والأب لمّا قال:{ وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا}، بل إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعل رضى الله من رضاهما، وسخط الله سبحانه من سخطهما، لمّا قال:"رضى الله في رضى الوالدين وسخط الله في سخطهما".
وإنّها الأم على وجه الخصوص التي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بحسن برّها وحسن صحبتها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله من أوْلى النّاس بحسن صحبتي يا رسول الله؟! فقال: أمّك، قال: ثمّ أي؟ قال: أمّك، قال: ثمّ أي؟ قال: أمّك، قال ثمّ أي؟ قال أبوك.
بل إنّها التي جعل النبي صلى الله عليه وسلم الجنّة تحت أقدامها لمّا قال:"الجنّة تحت أقدام الأمّهات".
وإنّنا مهما تحدّثنا في بيان فضلها، ومهما كرّرنا من التذكير بوجوب الإحسان إليها، فلن نَفِيها حقّها، عليه فإنّني سأذهب في هذا المقال مذهباً مختلفاً، حيث لن أؤكّد على عظيم فضل الأم وضرورة برّها، ولكن عن واجب الأمّ في حسن تربية أولادها، الأبناء منهم والبنات، لأنّ في هذا ضمان لإعداد أبناء يعرفون كيف يبرون آباءهم وأمّهاتهم، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" برّ أباك يبرّك ابنك"، وعمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال للرجل الذي لم يحسن تربية ابنه وجاء يشكو عقوقه، فقال له عمر (رضي الله عنه):(لقد عققته قبل أن يعقّك).
1- تربيتهم على طاعة الله سبحانه:
وعليه فإذا كان الأب يرى في أولاده العون والرفد والتكاثر والامتداد وقوة الجانب، فإنّ الأم ترى فيهم أمل الحياة وسلوى النفس وفرحة القلب وبهجة العيش وأمان المستقبل، وهذا كلّه منوط بحسن تربية الأولاد وسلامة تكوينهم وإعدادهم للحياة، وبذلك يكونون كما قال الله سبحانه:{المال والبنون زينة الحياة الدنيا} (آية 64 من سورة الكهف) أمّا إنْ أُهملت تربيتهم وأسيء تكوين شخصيّتهم كانوا وبالاً على الوالدين وشراً مستطيراً على المجتمع والنّاس.
ولا يغيب عن المرأة الفطينة أن مسؤولية الأم في تربية الأولاد وتكوين شخصيتهم أكبر من مسؤولية الأب، نظراً لقرب الأولاد من أمّهم ولكثرة الوقت الذي يقضونه معها، ولمعرفتها الدقيقة بكل أحوالهم وتحرّكاتهم في فترة الطفولة وفترة المراهقة في حياة الطفل وهي الفترة الخطيرة عقلياً وعاطفياً وسلوكياً.
ولقد قال الله في هذا مذكّراً:{يا أيّها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها النّاس والحجارة}.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:" كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيّته، الإمام راع ومسؤول عن رعيّته، والرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيّته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيّتها...".
وإنّ من أعظم مسؤوليات الأم أن تربي أبناءها على طاعة الله سبحانه منذ الصغر، إذ النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليه لعشر"، والضرب هنا ليس معناه الإهانة والأذى، وإنّما كناية عن إشعاره بتقصيره إذا قصّر، وإن كل بيت يتردد فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يسارع الوالدان في تطبيقه وأمر الأولاد بالصلاة وهم أبناء سبع سنين فهو بيت آثم مقصّر.
2- تغتنم الفرص وتعتمد أنجع الأساليب:
إنّ الأم الذكية الحصيفة تحسن التعرّف على أمزجة أبنائها وميولهم، وتتقن كيفية الانسياب داخل نفوسهم والتوغّل في قلوبهم، لتغرس فيهم القيم الفاضلة والشمائل الخيّرة، إنّها التي تحسن مراعاة ظروفهم النفسية ومستوياتهم العقلية، فتلاعبهم تارة وتمازحهم تارة أخرى، وتتقن كيف ترمي قلوبهم بسهام الحبّ والحنان، فتجذبهم إليها جذب المغناطيس، بل إنّها تكون معهم كالصيّاد الماهر يعرف متى يلقي بطُعمه وصنارته وإذا بالأسماك تدور حول الطُعم، ولكن الفارق أن السمك يُصطاد ليُؤكل، بينما هي تصطاد أبناءها لتزيدهم وعياً ونضوجاً بمعرفة دروب الحياة.
إنّ الأمّ الواعية هي التي تجعل طاعة واحترام أبناءها لها مبنية على الحُبّ والثقة، فتكون الطاعة دائمة وطيدة مثمرة، بينما إذا كانت مبنية على القهر والكبت فإنّها تكون طاعة مؤقّتة وهشّة، سرعان ما تزول، بل سرعان ما تنقلب الى الضد.
3- القدوة الحسنة :
إنّ من أقصر الطرق وأكثرها فاعلية في حسن تربية الأبناء هي القدوة الحسنة، والسلوك الفاضل، تقوم به الأم، ويقوم به الأب، فلا يرى منهما الأبناء إلا مثل هذا السلوك، ليكون هذا خيراً من ألف كتاب وألف محاضرة وألف نصيحة وتوجيه تُلقى على أسماعهم، فلا يقول الأب لابنه حافظ على الصلاة وهو لا يُصلّي، ولا يقول له إياك والتدخين بينما هو يدخّن، بل إنّه يرسل ابنه الى الدكّان ليشتري له الدخّان. ولا تقول الأم لابنتها أو لابنها لا تكذب بينما يراها تكذب على أبيه، وتكذب على صاحب الدكّان أنّها اشترت الحاجة الفلانية من عند غيره بخمسين بينما هي اشترتها بسبعين ليرخص لها الثمن.
يقول المرحوم الشيخ علي الطنطاوي في فصل "في تربية الأولاد" من كتاب فصول اجتماعية:( ولا يدّعي الأب أمام ولده أنّه كان في صغره مَلَكاً من الملائكة بهدوئه وحسن أخلاقه واستقامته، وأنّه كان نابغة عصره في مدرسته بحفظه الدروس وسبقه في الامتحانات، بينما الولد يسمع من جدّته ومن عمّته أنّ أباه كان عفريتاً من العفاريت، وأنّه كان في مدرسته نابغة ولكن في الكسل والتقصير، وأنّه أمضى عشر سنين حتى وصل الى الصف السابع).
نعم، إنّ التربية لا تفيد، وإنّ المواعظ لا تنفع، وإنّ التوجيهات ستلقى آذاناً صمّاء إذا لم تكن أفعال صاحبها مصدقة لأقواله، سواء كانت نصيحة من أب أو أم أو كانت موعظة من مدرّس في المدرسة أو خطيب في المسجد، إذ شرط التربية الصحيحة أنّ يبدأ الوالدان بإصلاح أنفسهما قبل إصلاح الولد.
4- تغمرهم بالحبّ والحنان:
إنّها الأم ينبوع الحبّ ومنجم الحنان ومصدر الرحمة، وكل هذه يجب أن تُرى في سلوكها الفطري تجاه أبنائها لينشأوا نشأة نفسية صحية خالية من الأزمات والعقد، تغمر قلوبهم الثقة وتمتلئ نفوسهم بالأمل والطموح، إنّ هذا كلّه ليفيض من قلبها الكبير ليملأ حياتهم سعادة وطمأنينة. وهذا ما لا يكون في البيوت التي تزدحم بالمشاكل والمنغّصات أو البيوت التي تباعد فيها الأبوين عن بعضهما بالهجران أو بالطلاق لتكون بدل الطمأنينة والسكينة في البيت ليس إلا الصراخ والمشاكل، فيصبح البيت جحيماً لا يطاق.
إنّ الأم الواعية الصالحة هي التي تتخلّق بخلق الرحمة ليس فقط لأنّه شيء فطري فيها، بل لأنّه من الخلق الذي حضّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، الذي يقول:" ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حقّ كبيرنا"، وهو الذي ردّ مستهجناً على ذلك الأعرابي الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقبّل الحسن والحسين رضي الله عنهما - ابني فاطمة الزهراء رضي الله عنها - ، فقال الأعرابي: أتقبّلون صبيانكم؟ فما نقبّلهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أوأملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة؟".
وهنا لا بدّ من الإشارة الى أن طغيان المادّة سلب من المرأة أهمّ خصوصياتها وهي الرحمة والحنان، والتي امتصّتها الحياة المادية وشوّهها العمل اليومي المستمر، حيث الانحراف عن الفطرة السليمة بالامتناع عن الإنجاب، وإذا كان فإنّه لطفل واحد، وذلك لأنّ ظروف العمل لا يسمح بوجود أطفال في البيت أو للمحافظة على رشاقة الجسم، لتجد أن البيت قد سكنه زوج وزوجة وكلب، أو زوج وزوجة وقطة، يحظيان هما بالرحمة والحنان والرعاية أكثر ممّا يحظى به طفل أرادا له أن لا يكون.
5- تسوي بين أولادها وبناتها:
يقول الدكتور محمد علي الهاشمي في كتابه "شخصية المرأة المسلمة":( ومن هنا كانت المرأة المسلمة التقية الحصيفة عادلة في أولادها جميعاً لا تفضل أحداً منهم على الآخر، سواء كان ذلك في النفقة أو المعاملة، لأنّها بذلك تفتح لها قلوبهم جميعاً، وتمتلئ نفوسهم ببرها وإجلالها وإكبارها.
عن النعمان بن بشير (رضي الله عنه) أنّ أباه أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إنه أعطاه عطية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَكُلّ ولدك نحلته مثل هذا؟" فقال لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اتقوا الله واعدلوا في أولادكم").
إنّ من أبشع مظاهر الانحراف والجهل التربوي أن يظهر على الأمّ تفريقها بين أبنائها وعدم مساواتها بينهم في كلّ شيء، لأنّ هذا سيكون جرحاً لا يندمل في نفوس الأخوة، وحتى وإن لم يظهروه، إلا أنه الأيام والأحداث كفيلة بانفجار ذلك الجرح على شكل ثورة غضب وعقوق ظالم يمارسه ذلك الابن الذي كان يشعر بميل أمّه نحو أحد اخوته دونه، بل وإنّها القطيعة والأنانية والبغضاء ستسود العلاقة بين الأخوين أولئك بسبب سوء صنيع والدتهما.
6- لا تفرق بين البنين والبنات:
إن المرأة الواعية هي التي تخلّصت من بعض آثار الجاهلية التي لا تزال تَعلق وتشوّه سلوك البعض منّا، وذلك بالنظر الى البنين والبنات، ليس بعين واحدة، ولكن بعينين اثنتين، فنظرتها الى الأبناء الذكور هي ليست نظرتها الى البنات الإناث.
ومع أنّ الأم هي أُنثى، إلا أنّ البعض من الأمّهات يفرحن بالمولود الذكر أكثر من المولود الأنثى، لا بل ينطبق على البعض منهنّ قول الله سبحانه:{ وإذا بُشّر أحدهم بالأُنثى ظلّ وجهه مسودّاً وهو كظيم}. بينما النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"خير أولادكم البنات".
إنّها التربية الفاشلة، بل إنّها المسامير في نعش الأسرة التي تُظهر فيها الأم فوارق في المعاملة بين أبنائها وبين بناتها، ففي الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن عائشة (رضي الله عنها) قال:(جاءت امرأة مسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتهما ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهنّ تمرة ورفعت الى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقّت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:" إنّ الله قد أوجب لها بها الجنّة أو أعتقها بها من النّار").وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من ولدت له ابنة فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها -يعني الذكور - ادخله الله عز وجل الجنة ) .
وقال كذلك ( لا يكون لأحد ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن اليهن الا دخل الجنة ) .
7- لا تدعو على أولادها :
يقول الاستاذ الدكتور محمد علي الهاشمي ( والمرأة النابهة لا تدعو على أولادها امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم الذي نهى عن الدعاء على الأولاد ، خشية أن يوافق الدعاء ساعة استجابة وذلك في حديث جابر الطويل الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا تدعو على انفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم ) .
ذلك ان الدعاء على الأولاد ليس بعادة حسنة ولا بخلق كريم ، وما فعلته أم في ساعة غضب الا وندمت على فعلتها عندما سكت عنها الغضب وعادت الى رشدها ، وما أحسبُ أما استنارت بهدي دينها تفقد وعيها واتزانها فتدعو على أولادها مهما رأت منهم ، اذ لا ترضى لنفسها أن تفعل فعل النساء العصبيات الحفيفات الطائشات .
8- تكوّن شخصيتهم وتوجه مواهبهم :
الام الواعية مفتحة العينين على أولادها ترقب تحركاتهم ونشاطاتهم وهواياتهم تعرف ما يقرأون وما يكتبون ، واليوم وفي زمن الابحار في عالم الانترنت ، فيجب ان تعرف الأم كيفية استخدام ابنها لجهاز الكمبيوتر ، والمواقع التي يدخل اليها والمراسلات التي يجريها عبر الانترنت ، لتكون دائما مطمئنة إلى أنها في حدود النافع والمفيد ، نعم ، انها الأم تتابع وتتعرف على أصدقاء أبنائها وصديقات بناتها ، وأماكن تواجدهم في أوقات فراغهم ، انها تعرف هذا كله من حيث لا يشعر أولادها برقابتها عليهم ، فإذا ما وجدت منهم انحرافاً في رأي أو اتجاه او مطالعة أو تعلق برفيق سوء أو ارتياد لأماكن غير مرغوب فيها أو اعتياد بعض العادات الضارة كالتدخين والارجيلة وغيرها أو قضاء الوقت في العاب مكروهة أو محرمة مما ينافي الخلق ، ويقتل الوقت ويهدد الطاقة ويعوّد الناشئ على اللهو والفراغ والتفاهة ، فإذا ما احست الأم شيئا من ذلك في أولادها ، سارعت الى تقويم الانحراف وردهم الى الجادة برفق وأناة وحكمة وحزم ، وسددتهم الى الصواب بلباقة وحصافة واقناع وجدٍ .
فالكتاب الذي يعكف الاولاد على مطالعته ينبغي ان يكون مفتحاً لأذهانهم مكوناً لنفوسهم على مكارم الاخلاق لا أن يكون مغتالاً لعقولهم مفسداً لفطرتهم مطفئاً جذوة الخير فيهم، وكم من الكتب من هي كذلك !.
والهوايات ينبغي أن تكون منمية جوانب الخير في نفوسهم لا جوانب الشر ، مشعلة جمرات الحق في افئدتهم لا جمرات الباطل ، مربية فيهم الذوق السليم لا الذوق السقيم .والرفيق والصديق ينبغي أن يكون قائدا الي الجنة لا قائدا الى النار ، مرشداً الى الحق لا الى الباطل ، فكم من صديق جرّ صديقه الى مزالق السوء ومخدرات الشر ومهاوي الرذيلة والصاحب ساحب ، كما يقولون ، بينما الآباء والأمهات عنه غافلون وصدق الشاعر اذ يقول :
اذا كنت في قوم فصاحب خيارهم
ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
ومن هنا تبدو المسؤولية الكبيرة للأم بحكم قربها من الأولاد في تنشئتهم النشأة النشأ الصالحة وتكوينهم التكوين السليم ، دون ان يلغي ذلك دور الأب وضرورة المشاركة الفاعلة في بناء شخصية الاولاد وتزيينها بأحسن الأخلاق ، لأنها أولى وأهم من بناء جدران البيت وتزيينها بالتحف والأثاث الفاخر والجميل .
أيتها الأم ، لين من غير ضعف ، شدة من غير عنف ، مناقشة في غير إملال ، تغاضٍ عن بعض الهفوات من غير إخلال ، ان فعلت ذلك كانت النتيجة ذرية صالحة ، سوية راشدة ، متفتحي العقول ناضجي الأفكار ، صانعي الحضارات ، وعند ذلك تكوني أنت كتلك الأم في تلك القصة التي تقول :
إن أحد الملوك رصد اكليلا من الذهب الخالص يقدمه جائزة لأعظم عمل يقوم به أحد أفراد رعيته ، وذات يوم مَثُل أمامه شاعر ورسام وعالم ، وتقدم الشاعر وأنشد امام الملك قصائد من روائع شعره ، ثم تقدم الرسام وعرض أمام الملك لوحاته الفنية الجميلة وخطوطه البديعة ، وأخيرا تقدم العالم وهو يحمل كتبه ومؤلفاته وراح يشرح للملك عن اكتشافاته واختراعاته ، وفجأة ! واذا بامرأة قد كلل الشيب شعرها وأحنت الأيام ظهرها تتقدم ليسألها الملك ، وماذا عندك أنت يا عجوز لتقدميه للمجتمع ، فأجابت المرأة ان الذين مثلوا أمامك أيها الملك كلهم ابنائي وقد جئت لأرى من منهم ينال تاج الذهب ، عند ذلك قال الملك وبصوت عالٍ: ضعوا التاج على رأس هذه الأم لأنها هي صانعة هؤلاء العظماء .
http://www.pls48.net/default.php?sid=17391
الأم وتـاج المُـلـك
احبتي في الله
لعلّنا تحدّثنا كثيراً عن الأم ومكانتها والكرامة التي أكرمها الإسلام بها، وكيف أنّ الله سبحانه أمرنا ببرّها هي والأب لمّا قال:{ وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا}، بل إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعل رضى الله من رضاهما، وسخط الله سبحانه من سخطهما، لمّا قال:"رضى الله في رضى الوالدين وسخط الله في سخطهما".
وإنّها الأم على وجه الخصوص التي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بحسن برّها وحسن صحبتها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله من أوْلى النّاس بحسن صحبتي يا رسول الله؟! فقال: أمّك، قال: ثمّ أي؟ قال: أمّك، قال: ثمّ أي؟ قال: أمّك، قال ثمّ أي؟ قال أبوك.
بل إنّها التي جعل النبي صلى الله عليه وسلم الجنّة تحت أقدامها لمّا قال:"الجنّة تحت أقدام الأمّهات".
وإنّنا مهما تحدّثنا في بيان فضلها، ومهما كرّرنا من التذكير بوجوب الإحسان إليها، فلن نَفِيها حقّها، عليه فإنّني سأذهب في هذا المقال مذهباً مختلفاً، حيث لن أؤكّد على عظيم فضل الأم وضرورة برّها، ولكن عن واجب الأمّ في حسن تربية أولادها، الأبناء منهم والبنات، لأنّ في هذا ضمان لإعداد أبناء يعرفون كيف يبرون آباءهم وأمّهاتهم، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" برّ أباك يبرّك ابنك"، وعمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال للرجل الذي لم يحسن تربية ابنه وجاء يشكو عقوقه، فقال له عمر (رضي الله عنه):(لقد عققته قبل أن يعقّك).
1- تربيتهم على طاعة الله سبحانه:
وعليه فإذا كان الأب يرى في أولاده العون والرفد والتكاثر والامتداد وقوة الجانب، فإنّ الأم ترى فيهم أمل الحياة وسلوى النفس وفرحة القلب وبهجة العيش وأمان المستقبل، وهذا كلّه منوط بحسن تربية الأولاد وسلامة تكوينهم وإعدادهم للحياة، وبذلك يكونون كما قال الله سبحانه:{المال والبنون زينة الحياة الدنيا} (آية 64 من سورة الكهف) أمّا إنْ أُهملت تربيتهم وأسيء تكوين شخصيّتهم كانوا وبالاً على الوالدين وشراً مستطيراً على المجتمع والنّاس.
ولا يغيب عن المرأة الفطينة أن مسؤولية الأم في تربية الأولاد وتكوين شخصيتهم أكبر من مسؤولية الأب، نظراً لقرب الأولاد من أمّهم ولكثرة الوقت الذي يقضونه معها، ولمعرفتها الدقيقة بكل أحوالهم وتحرّكاتهم في فترة الطفولة وفترة المراهقة في حياة الطفل وهي الفترة الخطيرة عقلياً وعاطفياً وسلوكياً.
ولقد قال الله في هذا مذكّراً:{يا أيّها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها النّاس والحجارة}.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:" كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيّته، الإمام راع ومسؤول عن رعيّته، والرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيّته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيّتها...".
وإنّ من أعظم مسؤوليات الأم أن تربي أبناءها على طاعة الله سبحانه منذ الصغر، إذ النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليه لعشر"، والضرب هنا ليس معناه الإهانة والأذى، وإنّما كناية عن إشعاره بتقصيره إذا قصّر، وإن كل بيت يتردد فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يسارع الوالدان في تطبيقه وأمر الأولاد بالصلاة وهم أبناء سبع سنين فهو بيت آثم مقصّر.
2- تغتنم الفرص وتعتمد أنجع الأساليب:
إنّ الأم الذكية الحصيفة تحسن التعرّف على أمزجة أبنائها وميولهم، وتتقن كيفية الانسياب داخل نفوسهم والتوغّل في قلوبهم، لتغرس فيهم القيم الفاضلة والشمائل الخيّرة، إنّها التي تحسن مراعاة ظروفهم النفسية ومستوياتهم العقلية، فتلاعبهم تارة وتمازحهم تارة أخرى، وتتقن كيف ترمي قلوبهم بسهام الحبّ والحنان، فتجذبهم إليها جذب المغناطيس، بل إنّها تكون معهم كالصيّاد الماهر يعرف متى يلقي بطُعمه وصنارته وإذا بالأسماك تدور حول الطُعم، ولكن الفارق أن السمك يُصطاد ليُؤكل، بينما هي تصطاد أبناءها لتزيدهم وعياً ونضوجاً بمعرفة دروب الحياة.
إنّ الأمّ الواعية هي التي تجعل طاعة واحترام أبناءها لها مبنية على الحُبّ والثقة، فتكون الطاعة دائمة وطيدة مثمرة، بينما إذا كانت مبنية على القهر والكبت فإنّها تكون طاعة مؤقّتة وهشّة، سرعان ما تزول، بل سرعان ما تنقلب الى الضد.
3- القدوة الحسنة :
إنّ من أقصر الطرق وأكثرها فاعلية في حسن تربية الأبناء هي القدوة الحسنة، والسلوك الفاضل، تقوم به الأم، ويقوم به الأب، فلا يرى منهما الأبناء إلا مثل هذا السلوك، ليكون هذا خيراً من ألف كتاب وألف محاضرة وألف نصيحة وتوجيه تُلقى على أسماعهم، فلا يقول الأب لابنه حافظ على الصلاة وهو لا يُصلّي، ولا يقول له إياك والتدخين بينما هو يدخّن، بل إنّه يرسل ابنه الى الدكّان ليشتري له الدخّان. ولا تقول الأم لابنتها أو لابنها لا تكذب بينما يراها تكذب على أبيه، وتكذب على صاحب الدكّان أنّها اشترت الحاجة الفلانية من عند غيره بخمسين بينما هي اشترتها بسبعين ليرخص لها الثمن.
يقول المرحوم الشيخ علي الطنطاوي في فصل "في تربية الأولاد" من كتاب فصول اجتماعية:( ولا يدّعي الأب أمام ولده أنّه كان في صغره مَلَكاً من الملائكة بهدوئه وحسن أخلاقه واستقامته، وأنّه كان نابغة عصره في مدرسته بحفظه الدروس وسبقه في الامتحانات، بينما الولد يسمع من جدّته ومن عمّته أنّ أباه كان عفريتاً من العفاريت، وأنّه كان في مدرسته نابغة ولكن في الكسل والتقصير، وأنّه أمضى عشر سنين حتى وصل الى الصف السابع).
نعم، إنّ التربية لا تفيد، وإنّ المواعظ لا تنفع، وإنّ التوجيهات ستلقى آذاناً صمّاء إذا لم تكن أفعال صاحبها مصدقة لأقواله، سواء كانت نصيحة من أب أو أم أو كانت موعظة من مدرّس في المدرسة أو خطيب في المسجد، إذ شرط التربية الصحيحة أنّ يبدأ الوالدان بإصلاح أنفسهما قبل إصلاح الولد.
4- تغمرهم بالحبّ والحنان:
إنّها الأم ينبوع الحبّ ومنجم الحنان ومصدر الرحمة، وكل هذه يجب أن تُرى في سلوكها الفطري تجاه أبنائها لينشأوا نشأة نفسية صحية خالية من الأزمات والعقد، تغمر قلوبهم الثقة وتمتلئ نفوسهم بالأمل والطموح، إنّ هذا كلّه ليفيض من قلبها الكبير ليملأ حياتهم سعادة وطمأنينة. وهذا ما لا يكون في البيوت التي تزدحم بالمشاكل والمنغّصات أو البيوت التي تباعد فيها الأبوين عن بعضهما بالهجران أو بالطلاق لتكون بدل الطمأنينة والسكينة في البيت ليس إلا الصراخ والمشاكل، فيصبح البيت جحيماً لا يطاق.
إنّ الأم الواعية الصالحة هي التي تتخلّق بخلق الرحمة ليس فقط لأنّه شيء فطري فيها، بل لأنّه من الخلق الذي حضّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، الذي يقول:" ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حقّ كبيرنا"، وهو الذي ردّ مستهجناً على ذلك الأعرابي الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقبّل الحسن والحسين رضي الله عنهما - ابني فاطمة الزهراء رضي الله عنها - ، فقال الأعرابي: أتقبّلون صبيانكم؟ فما نقبّلهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أوأملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة؟".
وهنا لا بدّ من الإشارة الى أن طغيان المادّة سلب من المرأة أهمّ خصوصياتها وهي الرحمة والحنان، والتي امتصّتها الحياة المادية وشوّهها العمل اليومي المستمر، حيث الانحراف عن الفطرة السليمة بالامتناع عن الإنجاب، وإذا كان فإنّه لطفل واحد، وذلك لأنّ ظروف العمل لا يسمح بوجود أطفال في البيت أو للمحافظة على رشاقة الجسم، لتجد أن البيت قد سكنه زوج وزوجة وكلب، أو زوج وزوجة وقطة، يحظيان هما بالرحمة والحنان والرعاية أكثر ممّا يحظى به طفل أرادا له أن لا يكون.
5- تسوي بين أولادها وبناتها:
يقول الدكتور محمد علي الهاشمي في كتابه "شخصية المرأة المسلمة":( ومن هنا كانت المرأة المسلمة التقية الحصيفة عادلة في أولادها جميعاً لا تفضل أحداً منهم على الآخر، سواء كان ذلك في النفقة أو المعاملة، لأنّها بذلك تفتح لها قلوبهم جميعاً، وتمتلئ نفوسهم ببرها وإجلالها وإكبارها.
عن النعمان بن بشير (رضي الله عنه) أنّ أباه أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إنه أعطاه عطية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَكُلّ ولدك نحلته مثل هذا؟" فقال لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اتقوا الله واعدلوا في أولادكم").
إنّ من أبشع مظاهر الانحراف والجهل التربوي أن يظهر على الأمّ تفريقها بين أبنائها وعدم مساواتها بينهم في كلّ شيء، لأنّ هذا سيكون جرحاً لا يندمل في نفوس الأخوة، وحتى وإن لم يظهروه، إلا أنه الأيام والأحداث كفيلة بانفجار ذلك الجرح على شكل ثورة غضب وعقوق ظالم يمارسه ذلك الابن الذي كان يشعر بميل أمّه نحو أحد اخوته دونه، بل وإنّها القطيعة والأنانية والبغضاء ستسود العلاقة بين الأخوين أولئك بسبب سوء صنيع والدتهما.
6- لا تفرق بين البنين والبنات:
إن المرأة الواعية هي التي تخلّصت من بعض آثار الجاهلية التي لا تزال تَعلق وتشوّه سلوك البعض منّا، وذلك بالنظر الى البنين والبنات، ليس بعين واحدة، ولكن بعينين اثنتين، فنظرتها الى الأبناء الذكور هي ليست نظرتها الى البنات الإناث.
ومع أنّ الأم هي أُنثى، إلا أنّ البعض من الأمّهات يفرحن بالمولود الذكر أكثر من المولود الأنثى، لا بل ينطبق على البعض منهنّ قول الله سبحانه:{ وإذا بُشّر أحدهم بالأُنثى ظلّ وجهه مسودّاً وهو كظيم}. بينما النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"خير أولادكم البنات".
إنّها التربية الفاشلة، بل إنّها المسامير في نعش الأسرة التي تُظهر فيها الأم فوارق في المعاملة بين أبنائها وبين بناتها، ففي الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن عائشة (رضي الله عنها) قال:(جاءت امرأة مسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتهما ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهنّ تمرة ورفعت الى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقّت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:" إنّ الله قد أوجب لها بها الجنّة أو أعتقها بها من النّار").وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من ولدت له ابنة فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها -يعني الذكور - ادخله الله عز وجل الجنة ) .
وقال كذلك ( لا يكون لأحد ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن اليهن الا دخل الجنة ) .
7- لا تدعو على أولادها :
يقول الاستاذ الدكتور محمد علي الهاشمي ( والمرأة النابهة لا تدعو على أولادها امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم الذي نهى عن الدعاء على الأولاد ، خشية أن يوافق الدعاء ساعة استجابة وذلك في حديث جابر الطويل الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا تدعو على انفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم ) .
ذلك ان الدعاء على الأولاد ليس بعادة حسنة ولا بخلق كريم ، وما فعلته أم في ساعة غضب الا وندمت على فعلتها عندما سكت عنها الغضب وعادت الى رشدها ، وما أحسبُ أما استنارت بهدي دينها تفقد وعيها واتزانها فتدعو على أولادها مهما رأت منهم ، اذ لا ترضى لنفسها أن تفعل فعل النساء العصبيات الحفيفات الطائشات .
8- تكوّن شخصيتهم وتوجه مواهبهم :
الام الواعية مفتحة العينين على أولادها ترقب تحركاتهم ونشاطاتهم وهواياتهم تعرف ما يقرأون وما يكتبون ، واليوم وفي زمن الابحار في عالم الانترنت ، فيجب ان تعرف الأم كيفية استخدام ابنها لجهاز الكمبيوتر ، والمواقع التي يدخل اليها والمراسلات التي يجريها عبر الانترنت ، لتكون دائما مطمئنة إلى أنها في حدود النافع والمفيد ، نعم ، انها الأم تتابع وتتعرف على أصدقاء أبنائها وصديقات بناتها ، وأماكن تواجدهم في أوقات فراغهم ، انها تعرف هذا كله من حيث لا يشعر أولادها برقابتها عليهم ، فإذا ما وجدت منهم انحرافاً في رأي أو اتجاه او مطالعة أو تعلق برفيق سوء أو ارتياد لأماكن غير مرغوب فيها أو اعتياد بعض العادات الضارة كالتدخين والارجيلة وغيرها أو قضاء الوقت في العاب مكروهة أو محرمة مما ينافي الخلق ، ويقتل الوقت ويهدد الطاقة ويعوّد الناشئ على اللهو والفراغ والتفاهة ، فإذا ما احست الأم شيئا من ذلك في أولادها ، سارعت الى تقويم الانحراف وردهم الى الجادة برفق وأناة وحكمة وحزم ، وسددتهم الى الصواب بلباقة وحصافة واقناع وجدٍ .
فالكتاب الذي يعكف الاولاد على مطالعته ينبغي ان يكون مفتحاً لأذهانهم مكوناً لنفوسهم على مكارم الاخلاق لا أن يكون مغتالاً لعقولهم مفسداً لفطرتهم مطفئاً جذوة الخير فيهم، وكم من الكتب من هي كذلك !.
والهوايات ينبغي أن تكون منمية جوانب الخير في نفوسهم لا جوانب الشر ، مشعلة جمرات الحق في افئدتهم لا جمرات الباطل ، مربية فيهم الذوق السليم لا الذوق السقيم .والرفيق والصديق ينبغي أن يكون قائدا الي الجنة لا قائدا الى النار ، مرشداً الى الحق لا الى الباطل ، فكم من صديق جرّ صديقه الى مزالق السوء ومخدرات الشر ومهاوي الرذيلة والصاحب ساحب ، كما يقولون ، بينما الآباء والأمهات عنه غافلون وصدق الشاعر اذ يقول :
اذا كنت في قوم فصاحب خيارهم
ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
ومن هنا تبدو المسؤولية الكبيرة للأم بحكم قربها من الأولاد في تنشئتهم النشأة النشأ الصالحة وتكوينهم التكوين السليم ، دون ان يلغي ذلك دور الأب وضرورة المشاركة الفاعلة في بناء شخصية الاولاد وتزيينها بأحسن الأخلاق ، لأنها أولى وأهم من بناء جدران البيت وتزيينها بالتحف والأثاث الفاخر والجميل .
أيتها الأم ، لين من غير ضعف ، شدة من غير عنف ، مناقشة في غير إملال ، تغاضٍ عن بعض الهفوات من غير إخلال ، ان فعلت ذلك كانت النتيجة ذرية صالحة ، سوية راشدة ، متفتحي العقول ناضجي الأفكار ، صانعي الحضارات ، وعند ذلك تكوني أنت كتلك الأم في تلك القصة التي تقول :
إن أحد الملوك رصد اكليلا من الذهب الخالص يقدمه جائزة لأعظم عمل يقوم به أحد أفراد رعيته ، وذات يوم مَثُل أمامه شاعر ورسام وعالم ، وتقدم الشاعر وأنشد امام الملك قصائد من روائع شعره ، ثم تقدم الرسام وعرض أمام الملك لوحاته الفنية الجميلة وخطوطه البديعة ، وأخيرا تقدم العالم وهو يحمل كتبه ومؤلفاته وراح يشرح للملك عن اكتشافاته واختراعاته ، وفجأة ! واذا بامرأة قد كلل الشيب شعرها وأحنت الأيام ظهرها تتقدم ليسألها الملك ، وماذا عندك أنت يا عجوز لتقدميه للمجتمع ، فأجابت المرأة ان الذين مثلوا أمامك أيها الملك كلهم ابنائي وقد جئت لأرى من منهم ينال تاج الذهب ، عند ذلك قال الملك وبصوت عالٍ: ضعوا التاج على رأس هذه الأم لأنها هي صانعة هؤلاء العظماء .
( الموضوع منقول للفائده )
http://www.pls48.net/default.php?sid=17391
ام كوثر- ... عضـــ مميز ـــو ...
- عدد الرسائل : 138
السٌّمعَة : 0
نقاط : -5
تاريخ التسجيل : 23/01/2008
رد: احبتي في الله لعلّنا تحدّثنا كثيراً عن الأم ومكانتها...
ماشاء الله
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا
مسلمة- ... عضــ جديد ـــو ...
- عدد الرسائل : 4
العمر : 30
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 11/03/2008
رد: احبتي في الله لعلّنا تحدّثنا كثيراً عن الأم ومكانتها...
جزانا الله و إياكم
جزاكم الله خيرا على المرور الطيب
جزاكم الله خيرا على المرور الطيب
ام كوثر- ... عضـــ مميز ـــو ...
- عدد الرسائل : 138
السٌّمعَة : 0
نقاط : -5
تاريخ التسجيل : 23/01/2008
مواضيع مماثلة
» احبتي في الله اقدم لكم مطبخ خيرات الرحمن
» ثناء الله تعالى ورسوله الكريم محمد على نبي الله إبراهيم
» عيد الأم .. ماهو ؟؟ وما حكمه ؟؟؟
» ثناء الله تعالى ورسوله الكريم محمد على نبي الله إبراهيم
» عيد الأم .. ماهو ؟؟ وما حكمه ؟؟؟
ملتقى عباد الرحمن .::. و عجلت اليك ربى لترضى :: ملتقى العلوم الشرعيه :: علوم الفقه وأصوله :: الفتـــاوى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى