دخول
المواضيع الأكثر شعبية
عدد الزوار منذ
6/2010
عدد الزيارات منذ
6/2010
الإحتفال بالمولد النبوى
+2
أملى الفردوس
مؤمن
6 مشترك
ملتقى عباد الرحمن .::. و عجلت اليك ربى لترضى :: ملتقى العلوم الشرعيه :: علوم الفقه وأصوله :: الفتـــاوى
صفحة 1 من اصل 1
الإحتفال بالمولد النبوى
الاحتفال بالأعياد المبتدعة
سؤال: ما هو حكم الشرع في الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبعيد مولد الأطفال ، وعيد الأم ، وأسبوع الشجرة ، واليوم الوطني ؟.
الجواب:الحمد لله .. أولا : العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد إما بعود السنة أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك فالعيد يجمع أموراً منها : يوم عائد كيوم عيد الفطر ويوم الجمعة ، ومنها : الاجتماع في ذلك اليوم ، ومنها : الأعمال التي يقام بها في ذلك اليوم من عبادات وعادات .
ثانيا : ما كان من ذلك مقصوداً به التنسك والتقرب أو التعظيم كسبا للأجر ، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوهم من طوائف الكفار فهو بدعة محدثة ممنوعة داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري ومسلم ، مثال ذلك الاحتفال بعيد المولد وعيد الأم والعيد الوطني لما في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله ، وكما في ذلك التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة ، ولما في الثاني والثالث من التشبه بالكفار ، وما كان المقصود منه تنظيم الأعمال مثلاً لمصلحة الأمة وضبط أمورها ، وتنظيم مواعيد الدراسة والاجتماع بالموظفين للعمل ونحو ذلك مما لا يفضي به التقرب والعبادة والتعظيم بالأصالة ، فهو من البدع العادية التي لا يشملها قوله صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " فلا حرج فيه بل يكون مشروعاً .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
فتاوى اللجنة الدائمة 3/59
سؤال:نلتقي كل يوم أحد من كل آخر شهر مع مجموعة من الأخوات تصل إلى 30 أخت أو أكثر ، وتبدأ كل واحدة على حدة تقرأ حزبين أو ثلاثة إلى أن نختم القرآن الكريم في ساعة ونصف أو ساعتين ويقال لنا : إنها تحسب - إن شاء الله - ختمة لكل واحدة , هل هذا صحيح ؟ بعد ذلك نقوم بالدعاء وندعو الله بإيصال ثواب ما قرأناه إلى سائر المؤمنين الأحياء منهم والأموات فهل الثواب يصل إلى الأموات ? ويستدلون بقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ ْ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ )
كذلك يقومون في عيد المولد النبوي بإقامة رباط يبدأ من العاشرة صباحاً إلى الثالثة زوالاً يبدؤون بالاستغفار والحمد والتسبيح والتكبير والصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سرّاً ثم يقرؤون القرآن ، وبعض الأخوات يصمن هذا اليوم ، فهل تخصيص هذا اليوم بكل هذه العبادات يعتبر بدعة ؟ كذلك عندنا دعاء طويل جدّاً طلب منَّا أن ندعو به وقت السحر , لمن استطاع ، اسمه : " دعاء الرابطة " , ويبدأ بالصلاة والسلام على سيدنا محمد وحزبه وسائر الأنبياء وأمهات المؤمنين والصحابيات والخلفاء الراشدين والتابعين وأولياء الله الصالحين ، مع ذكر كل أحد باسمه ، وهل صحيح أن ذكر كل هذه الأسماء سوف تجعل أصحابها يتعرفون علينا وينادوننا في الجنة ؟ فهل هذا الدعاء بدعة ؟ أنا أشعر أنه كذلك ، وأكثر الأخوات يعارضونني ، فهل أعاقب من الله إن كنت مخطئة ؟ وكيف أقنعهم إن كنت على صواب ؟ هذا الموضوع أصابني بأرق شديد وكلما تذكرت حديث رسول الله أن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار " ازداد همي وحزني .
الجواب:الحمد لله .. أولاً : ورد في السنة النبوية الصحيحة فضائل كثيرة للاجتماع على قراءة كتاب الله تعالى ، وحتى يحصِّل المسلم تلك الأجور فإنه ينبغي له أن يكون اجتماعه على القرآن شرعيّاً ، ومن الاجتماع الشرعي في قراءة القرآن أن يقرأه المجتمعون للمدارسة والتفسير وتعليم التلاوة ، ومن الاجتماع الشرعي أيضاً : أن يقرأ واحد منهم ويستمع الباقون من أجل التفكر والتدبر في الآيات ، وكلا الأمرين ورد في السنة النبوية .
وأما أن يعدَّ ما تقرؤه المجموعة ختمة لكل واحد منهم : فهذا غير صحيح ؛ لأنه لم يختم كل واحد من المجتمعين القرآن كاملاً ، بل ولا استمع ، بل كلٌّ منهم قرأ شيئاً ، فليس له ثواب إلا على ما قرأه من القرآن .
قال علماء اللجنة الدائمة : " توزيع أجزاء من القرآن على من حضروا الاجتماع ليقرأ كل منهم لنفسه حزباً من القرآن لا يعتبر ذلك ختماً للقرآن من كل واحد منهم بالضرورة " انتهى .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 2 / 480 ) .
ثانياً : ولا يشرع الدعاء بعد قراءة القرآن جماعيّاً ، ولا يجوز الدعاء بإيصال أجر القراءة لأحدٍ من الأموات ، ولا الأحياء ، ولم يكن نبينا صلى الله عليه وسلم يفعله ، ولا أحدٌ من أصحابه رضي الله عنهم .
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : هل يجوز أن أختم القرآن الكريم لوالدي ، علماً بأنهما أميان لا يقرآن ولا يكتبان ؟ وهل يجوز أن أختم القرآن لشخص يعرف القراءة والكتابة ولكن أريد إهداءه هذه الختمة ؟ وهل يجوز لي أن أختم القرآن لأكثر من شخص ؟
فأجاب : لم يرد في الكتاب العزيز ، ولا في السنة المطهرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا عن صحابته الكرام رضي الله عنهم ما يدل على شرعية إهداء تلاوة القرآن الكريم للوالدين ولا لغيرهما ، وإنما شرع الله قراءة القرآن للانتفاع به ، والاستفادة منه ، وتدبر معانيه والعمل بذلك ، قال تعالى : ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ ) ص/29 ، وقال تعالى : ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) الإسراء/90 ، وقال سبحانه : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ) فصلت/44 ، وقال نبينا عليه الصلاة والسلام : ( اقرءوا القرآن ، فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه ) ، ويقول صلى الله عليه وسلم : ( إنه يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما ) ومعنى غيايتان : أي سحابتين .
والمقصود أنه أنزل للعمل به وتدبره والتعبد بتلاوته والإكثار من قراءته لا لإهدائه للأموات أو غيرهم ، ولا أعلم في إهدائه للوالدين أو غيرهما أصلا يعتمد عليه ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز ذلك وقالوا : لا مانع من إهداء ثواب القرآن وغيره من الأعمال الصالحات ، وقاسوا ذلك على الصدقة والدعاء للأموات وغيرهم ، ولكن الصواب هو القول الأول ؛ للحديث المذكور ، وما جاء في معناه ، ولو كان إهداء التلاوة مشروعا لفعله السلف الصالح ، والعبادة لا يجوز فيها القياس ؛ لأنها توقيفية لا تثبت إلا بنص من كلام الله عز وجل ، أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، للحديث السابق وما جاء في معناه .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 8 / 360 ، 361 ) .
وأما استدلالهم بحديث ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ... ) فهو استدلال غير صحيح ، بل الحديث عند التأمل يدل على عدم مشروعية إهداء ثواب قراءة القرآن للأموات ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يدعو له ) ولم يقل : ( يقرأ القرآن ).
ثالثاً: الاحتفال بالمولد النبوي بدعة ، وتخصيص عبادات معينة فيه كالتسبيح والتحميد والاعتكاف وقراءة القرآن والصيام بدعة لا يؤجر أصحابها على شيء منها ؛ لأنها مردودة .
فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد ) رواه البخاري ( 2550 ) ومسلم ( 1718 ) . وفي رواية لمسلم ( 1718 ) : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )
قال الفاكهاني رحمه الله : لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة ، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة ، الذين هم القدوة في الدين ، المتمسكون بآثار المتقدمين ، بل هو بدعة ، أحدثها البطالون ، وشهوةُ نفسٍ اغتنى بها الأكالون .
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : ولو كان الاحتفال بيوم المولد النبوي مشروعا لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته ؛ لأنه أنصح الناس ، وليس بعده نبي يبين ما سكت عنه من حقه ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، وقد أبان للناس ما يجب له من الحق كمحبته واتباع شريعته ، والصلاة والسلام عليه وغير ذلك من حقوقه الموضحة في الكتاب والسنة ، ولم يذكر لأمته أن الاحتفال بيوم مولده أمر مشروع حتى يعملوا بذلك ولم يفعله صلى الله عليه وسلم طيلة حياته ، ثم الصحابة رضي الله عنهم أحب الناس له وأعلمهم بحقوقه لم يحتفلوا بهذا اليوم ، لا الخلفاء الراشدون ولا غيرهم ، ثم التابعون لهم بإحسان في القرون الثلاثة المفضلة لم يحتفلوا بهذا اليوم .
أفتظن أن هؤلاء كلهم جهلوا حقه أو قصروا فيه حتى جاء المتأخرون فأبانوا هذا النقص وكملوا هذا الحق ؟! لا والله ! ولن يقول هذا عاقل يعرف حال الصحابة وأتباعهم بإحسان . وإذا علمت أيها القارئ الكريم أن الاحتفال بيوم المولد النبوي لم يكن موجودا في عهده صلى الله عليه وسلم ولا في عهد أصحابه الكرام ولا في عهد أتباعهم في الصدر الأول ، ولا كان معروفا عندهم - علمت أنه بدعة محدثة في الدين ، لا يجوز فعلها ولا إقرارها ولا الدعوة إليها ، بل يجب إنكارها والتحذير منها ... .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 6 / 318 ، 319 )
رابعاً: لا يجوز لأحدٍ اختراع دعاء أو ذِكْر ونشره بين الناس ، والدعاء المسمى " دعاء الرابطة " دعاء بدعي ، واستحضار صور المدعو لهم ، واعتقاد أنهم سيعرفون الداعي به وينادونه في الجنة : كل ذلك أوهام وخيالات وخرافات صوفية لا أصل لها في دين الله تعالى ، وضوابط الشرع التي يستطيع المسلم تمييز السنَّة من البدعة ، والصواب من الخطأ : واضحة وبيِّنة ، وهي أن الأصل في العبادات المنع إلا بدليل فلا يتقرب إلى الله تعالى بعبادةٍ إلا إذا دلّ الدليل من الكتاب أو السنة الصحيحة على أنها مشروعة ، وأن الأصل في المسلم الاتباع لا الابتداع ، وأن البدعة مردودة على صاحبها ، وأن الله تعالى أكمل لنا الشريعة وأتم علينا النعمة ، فأي حاجة لمثل هذه البدع أن تكون في حياتنا مع بالغ تقصيرنا في الثابت الصحيح من الشرع ؟ !
ونرجو أن يكون ما ذُكِر كافياً لأولئك الأخوات للكف عن بدعهم تلك ، ونوصيهن بتقوى الله تعالى ، وحسن الاتباع ، وليعلمن أن الله تعالى لا يقبل العبادة المبتدعة ولو بلغ صاحبها ما بلغ من بذل الجهد والمال فيها ، و" اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة " كما قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .
ونسأل الله تعالى أن يهدي أولئك الأخوات لما فيه رضاه ، ونوصيك بحسن التبليغ ، وعدم المشاركة معهن ، والصبر على ما قد يصيبك جراء هذا .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
مؤمن- ... عضـــ مميز ـــو ...
- عدد الرسائل : 251
العمر : 44
السٌّمعَة : 30
نقاط : 17
تاريخ التسجيل : 10/01/2008
رد: الإحتفال بالمولد النبوى
[b][/b]
أملى الفردوس- ... مراقب عام ...
- عدد الرسائل : 790
العمر : 45
المكان : ارض الله
المهنه : موظفة
اهتمامات : القراءة والكتابة
علم دولتك ؟؟ :
السٌّمعَة : 0
نقاط : 1112
تاريخ التسجيل : 18/12/2007
رد: الإحتفال بالمولد النبوى
وإياكم إن شاء الله
اللهم آمين
شكراً لمروركم الطيب
مؤمن- ... عضـــ مميز ـــو ...
- عدد الرسائل : 251
العمر : 44
السٌّمعَة : 30
نقاط : 17
تاريخ التسجيل : 10/01/2008
رد: الإحتفال بالمولد النبوى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله عنا خير الجزاء
جزاكم الله عنا خير الجزاء
khames_eg79- ... عضـــ مميز ـــو ...
- عدد الرسائل : 260
العمر : 45
اهتمامات : اسلامى
السٌّمعَة : -10
نقاط : -15
تاريخ التسجيل : 05/09/2007
رد: الإحتفال بالمولد النبوى
*يزيد عمر الخلاف في الاحتفال بالمولد على قرن من الزمان. ما كان الخلاف يحمل هذه الحدة التي نراها اليوم في إنكاره. ما كان الاحتفال بالمولد موجبا لإسقاط حقوق الأخوة والمودة والنصح والرحمة. ما كان احتفال المحتفل ناسخا لحقوق إقراره بالشهادتين والتزامه بأركان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله. لكننا اليوم نرى في فريق من المنكرين إغماضا بكل من يُروى عنه احتفاله بالمولد حتى لو سماه العلماء شيخ الإسلام، نرى تجهيلا لكل من خالف هوانا حتى لو عده العلماء مجددا لعصره، حتى لو كان عالم القرآن والقراآت، حتى لو كان خاتمة حفاظ الحديث الشريف، حتى لو كان صاحب تفسير من أنفع تفاسير القرآن الكريم. كل ذلك لا يشفع له إذا كان ممن يجيز الاحتفال بالمولد. إذا أردت أن تطلع منكرا على مبالغته وحدته في الإنكار فانقل له كلام أحد العلماء في الاحتفال بالمولد انقل له كلاما ينصح به بعض المنكرين. ثم اسأله عن رأيه في من نقلت عنه. اسأله عن عالم قال (وكثير من المنكرين لبدع العبادات تجدهم مقصرين في فعل السنن، أو تجدهم مقصرين بالأمر بها. ولعل حال كثير منهم يكون أسوأ من حال من يأتي بتلك العادات المشتملة على نوع من الكراهة –قال- فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعيظمه لرسول الله ). هل يقبل بعض المنكرين النصح باستدراك ما فاتهم من التقصير بالسنن أولا؟ هل يقبل أن حال كثير منهم ربما يكون أسوأ من حال من يأتي بتلك العادات المشتملة على نوع من الكراهة؟ هل يوافقه منكر في أن تعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعيظمه لرسول الله . هذا العالم الذي نقلنا عنه ليس ممن يحتفل بالمولد. هذا هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. وإذا آنست من أحد المنكرين شكا واتهاما بالنقل أو الفهم فالتمس له عذرا، التمس له عذرا لأنه غالى في الإنكار غلوا لا يتصور معه أن يصح عن شيخ الإسلام مثل هذا النصح. مع أنه ذكره في الصفحة السابعة والتسعين بعد المئتين من كتابه اقتضاء الصراط المستقيم. *لا نريد من مسلم أن يشارك في الجدال العقيم ولا أن ينتصر للمنكرين أو المحتفلين. نريد أن نشارك في وضع حد لضياع الأولويات. نريد أن نتخذ موقعا وسطا نقدر منه على إصلاح ما نراه من أخطاء وسلبيات في الاحتفال بالمولد. نريد أن نسعى من هذا الموقف الوسطي لننتزع حدة الغلو في إنكار الاحتفال بالمولد. لا ينبغي أن يسعى المسلم للانضمام والتحيز إلى أحد الفريقين. لا ينبغي أن يقبل الناصح المشفق أن يكثر سواد المتنازعين الممزَقين. النصح للفريقين أسمى من مناصرة أحدهما لكسب مزيد من الممزَقين. هل يرجو عاقل أن ينتفع المحتفلون بنصح من يرميهم بالبدعة والتنكب عن منهج السلف الصالح؟ إذا رأيت إفراطا أو تفريطا أو غلوا في الاحتفال فلن تقدر على تصحيحه قبل انتزاع الغلو في إنكاره. علينا أن نبدأ بنزع فتيل الغلو في إنكار الاحتفال بالمولد. ليس معقولا أن ينتهي الإنكار إلى تبديع جملة المحتفلين بالمولد. هذا خطأ لا يقاس خطره بخطر أخطاء بعض المحتفلين بالمولد. أي خطأ أعظم خطرا من خطر تجهيل فحول العلماء ونفي علمهم بالكتاب والسنة. إذا انتهى الإنكار إلى رمي المخالفين بالبدعة فعلينا أن لا نلقي بأنفسنا في جحيم التبديع والتجهيل. *لا نريد أن ننقل أقوال أكابر العلماء في تجويز الاحتفال لنتعصب وننتصر للمحتفلين على المنكرين. بل نريد بنقل أقوالهم أن نضرب أسوارا وحدودا تحصن المنكرين من الزلل بعيدا عن ساحة الخلاف الفقهي. يجب أن يبقى الخلاف في الاحتفال بالمولد كمثل الخلاف في كل مسألة فقهية اختلف فيها الحنفية مع المالكية أو الحنابلة مع الشافعية. خلاف فقهي يأخذ فيه كل مذهب بما أداه إليه اجتهاده من غير تعنت ولا تعصب ولا إلزام. حسبنا أن نتفق على عد الاختلاف بالاحتفال بالمولد من مسائل الأحكام الشرعية التي لا يُخرج الخلاف فيها عن السنة. الغلو في الإنكار هو أن نحكم على المخالف بمخالفة الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح. لا نريد أن ننقل أقوالا لننتصر بها على المنكرين. بل نريد أن ننقل أقوال العلماء الذين أجمعت الأمة على تقدمهم في علوم القرآن والحديث والاستقامة على السنة وهدي السلف. شمس الدين ابنُ الجزريّ: الرجل الذي خلد الله تبارك وتعالى مرور أسانيد الإجازة والقراءة إليه ألف كتبا في المولد. فأي عقل لا يردع صاحبه عن تعميم الحكم بالبدعة على قوم فيهم شمس الدين والقرآن والقراآت. ويقول شمس الدين والسنة الحافظ السخاوي رحمه الله في المولد: (لم يفعله أحد من السلف في القرون الثلاثة وإنما حدث بعد، ثم لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن الكبار يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم) هذا قول المحدث الحافظ الذي يعده كثير من العلماء مجدد القرن العاشر. أليس خطيرا أن تتباين أحكام المعاصرين بالتبديع مع شهادة العلماء بتجديد الدين؟ كيف يكون تجويز الاحتفال علامة عند المنكرين على الجهل بالكتاب والسنة وهدي السلف؟ المنكر في هذا العصر إذا سمع عالما يجيز الاحتفال بالمولد نفر وفارق صفه ليتخذ موقعا في صف يقابله. نفر من المخالف لأنه عد الخلاف في هذه المسألة فرقانا بين البدعة والسنة. وما كان الخلاف في الاحتفال بالمولد كذلك. أين نذهب بهذه الحدة ونحن نعلم أن تلميذ الشيخ ابن تيمية رحمه الله ألف كتابا في المولد. ألف عماد الدين ابن كثير كتابا في المولد، فمن يقدر على تجهيله بالعلم بالكتاب والسنة وهو الذي كتب تفسير القرآن العظيم وكتاب الباعث الحثيث. من يتصور أن تجويز الاحتفال تنكب عن السنة وهو يعلم أن في قائمة المجوزين من فحول العلماء والمفسرين والمحدثين. قائمة المجوزين فيها حافظ عصره المحدث جلالُ الدين السيوطي. فيها عالم الكتاب والسنة أبو شامة المقدسي. فهل هل خفيت البدعة والضلالة على ابن حجر و والعراقي السيوطي والسخاوي؟ *الناصح المشفق لا يعنيه أن يقمع أحدُ الفريقين خصمه وأن يمحق رأيه. الناصح المشفق لا يتمنى إلا أن يعود الخلاف إلى الأدب الذي كان عليه السابقون الراسخون. إذا سمعت صخبا في الإنكار وتعنتا ومراء وجدالا واجترارا. إذا أردت أن تسمع في هذا الخلاف قولا لا تحتاج بعده إلى غيره: إذا أردت أن تسمع رأيا فاصلا تحسم به النزاع فاسمتع إلى كل حرف، اسمتع إلى كل حرف في قول واحد من أكابر العلماء الراسخين الذين أفنوا أعمارهم في خدمة السنة. يقول شيخ الإسلام الحافظ ابنُ حجرَ العسقلانيُ -رحمه الله- : "أصل عمل المولد بدعة، لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدّها، فمن تحرّى في عملها المحاسن وجنّب ضدّها كان بدعةً حسنةً، وإلاّ فلا... وعلى هذا فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى، من التلاوة والإطعام وإنشاد شيء من المدائح النبوية المحرّكة للقلوب إلى فعل الخير والعمل) هذا هو العلم والإنصاف والنصح لله ولرسوله وللمسلمين. إذا علمت أن الله تبارك وتعالى أمرنا أن ندعو أهل الكتاب إلى كلمة سواء بيننا وبينهم. (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) فيا أهل القرآن أما وجدتم في أركان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، أما وجدتم في أركان الصلاة والصوم والزكاة كلمةً سواءً بينكم. إذا أردتم في الاحتفال بالمولد كلمة سواء فلن تجدوا مثل قول شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله. فمن ينشط لرتق صفوف الممزقين وهو يتدبر هذا الإنصاف. كلمة إنصاف ومعاهدة سلام ووئام تحمل بنودا. أولاً: الاعتراف بأن أصل عمل المولد بدعة، لم تنقل عن أحد من السلف الصالح. ثانيا الاعتراف بما أشاره إليه ابن تيمية رحمه الله من قبل أن يشير إليه ابن حجر. وهو الاعتراف بأن الاحتفال يشتمل على محاسن وضدِها. ثالثا:الدعوة إلى تحرّى المحاسن واجتناب ضدّها بالاقتصار فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من التلاوة والإطعام وإنشاد شيء من المدائح النبوية رابعا: أن لا يكون الإطعام وإنشاد المدائح النبوية غاية ونهاية وتخديرا بل ينبغي أن يكون محرّكا للقلوب إلى فاعل الخير والعمل.
asem- ... عضــ جديد ـــو ...
- عدد الرسائل : 2
العمر : 49
المكان : uk
المهنه : acadimic
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 14/12/2007
ملتقى عباد الرحمن .::. و عجلت اليك ربى لترضى :: ملتقى العلوم الشرعيه :: علوم الفقه وأصوله :: الفتـــاوى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى