شرح مصطلح حديث بأسلوب ميسر و سهل ان شاء الله

من طرف **فتى الاسلام** 2008-02-27, 11:24 pm

إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله :
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون "(1)
" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيـراً ونساءً واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً " (2)
" يا أيها الناس آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً " (3)
أما بعد :
فإن علم الحديث من أفضل القرب إلى رب العالمين، وكيف لا يكون وهو بيان طريق خير الخلق وأكرم الأولين والآخرين ؛ولما كان من أهم العلوم وأنفعها أحببت أن أعلق فيه مختصراً نافعاً جامعاً لمقاصد الفوائد، ومانعاً من مشكلات المسائل الفرائد.
تمهيد
العلم: هو ادراك الشئ على حقيقته.
المصطلح: يعنى اتفاق طائفة ما على شئ ما.
لا مشاحة فى الإصطلاح: أى لا ينبغى لأحد أن يعيب على أحد اصطلاحه
لشئ ما:
1- فقدد تتعدد الأسماء لشئ واحد ويبقى المسمى واحد.
2- قد يختلف المعنى الإصطلاحى من علم لآخر.
3- قد يختلف معنى اللفظ الواحد فى العلم الواحد.
4- قد يكون لإختلاف الأئمة فى مقاصدهم.
5- قد يكون بإختلاف الزمان أو المكان.

للمصطلح طرفان:
1- معنى الإصطلاح: مثل ثقة- ضعيف- حديث صحيح.
2- أحكام مترتبةعلى المعنى: مثل فلان ثقة أو الحديث مقبول.

كيفية فهم المصطلح:
1- التتبع و الإستقراء.
2- بالسياق.
3- بعرض كلام الإمام على كلامه الآخر.
4- بمقارنة كلام الإمام بإمام آخر فى نفس الباب.
5- ينص الإمام على المعنى الذى يقصده هو من المصطلح.

المبحث الأول
التعريف بعلم الحديث الشريف وأقسامه
علم الحديث هو : "علم بقوانين يعرف بها أحوال السند والمتن"
أو هو : "القواعد المُعَرِفَةُ بحال الراوى والمروى".
وموضوع علم الحديث: السند والمتن، وغايته معرفة الصحيح وتمييزه من غيره.
علم الحديث ذو قوانين تحــد يدرى بهـــا أحوال متن وسند
فذانك الموضوع و المقصود أن يعرف المقبول و المردود

الســــند : الطريق الموصل إلى المتن، أو هوالإخبار عن طريق المتن. أو هو ذكر رجال الحديث الذين رووه واحدا عن واحد إلى رسول الله r ، والإسناد هو رفع الحديث إلى قائله، أى بيان طريق المتن برواية الحديث سندا وقد يطلق الإسناد على السند، من باب إطلاق المصدر على المفعول كما أطلق الخلق على المخلوق، ولهذا نجد المحدثين يستعملون السند والإسناد بمعنى واحد.

والمتــــــن : ما انتهى إليه السند من الكلام أو هو نص الحديث وألفاظه التى تقوم به معانيه.

وعلى ذلك فإن علم الحديث ينقسم إلى قسمين :
1 - علم الحديث رواية . 2 - علم الحديث دراية.

أولاً : علم الحديث رواية :
هو علم يشتمل على نقل ما أضيف إلى النبى r من قول أو فعل أو إقرار أو صفة وروايتها وضبطها وتحرير ألفاظها.
ومعنى ذلك أن علم الحديث رواية هو قضايا جزئية تشتمل على تحمل وأداء أحاديث النبى r التى هى عبارة عن أقواله وأفعاله وتقريراته وصفاته، ونقلها نقلا دقيقا.
موضـــوعه : ذات النبى r من حيث أقواله وتقريراته وصفاته بنقلها نقلا دقيقا.
وفائـــدته : حفظ الســنة وضــبطها والاحــتراز عن الخـطأ فى نقل ما أضيف إلى النبى r ، ومعرفة كيفية الإقتداء به r .
وواضع علم الحـديث راوية هو محـمـد بن شهاب الزهــرى فى عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز وبأمر منه، وكان ذلك على رأس المائة الأولى للهجرة، فهو الذى دونه وجمعه جمعاً عاماً، أما التدوين الخاص فقد كان فى عصر
النبى r.

ثانياً : علم الحديث درايـــــة :
هو علم يعرف به أحوال السند والمتن، من صحة وحسن وضعف، وعلو ونزول ورفع، ووقف وقطع، وكيفية التحمل والأداء، وصفات الرجال وغير ذلك، والتحمل هو نقل الحديث عن الغير، والأداء هو رواية الحديث للتلميذ، وصفات الرجال هى معرفة صفاتهم من جرح وتعديل.
وقد أطلق علماء الحديث على علم الحديث دراية اسم (علوم الحديث) واسم (مصطلح الحديث) واسم (أصول الحديث)، وكلها أساء لمسمى واحد، وهى مجموعة القواعد والمسائل التى يعرف بها حال الراوى والمروى من حيث القبول والرد.
وفائدته: معرفة المقبول من المردود .

(1) سورة آل عمران : 12

(2) سورة النساء : 1

(3) سورة الأحزاب : 7-71

من طرف **فتى الاسلام** 2008-02-27, 11:25 pm

إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله :
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون "

" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيـراً ونساءً واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً "

" يا أيها الناس آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً "

أما بعد

فإن علم الحديث من أفضل القرب إلى رب العالمين، وكيف لا يكون وهو بيان طريق خير الخلق وأكرم الأولين والآخرين ؛ولما كان من أهم العلوم وأنفعها أحببت أن أعلق فيه مختصراً نافعاً جامعاً لمقاصد الفوائد، ومانعاً من مشكلات المسائل الفرائد.

المبحث الثانى
ألقاب أهل الحديث وألفاظ دارت على ألسنة المحدثين

أولا: ألقاب أهل الحديث :
1- طالب الحديث: هو من شرع فى طلب الحديث.

2- المسند: بضم الميم وكسر النون هو من يروى الحديث بإسناده.
3- المحدّث: هو من عَلِمَ الحديث رواية ودراية بمهارة وتوفرت فيه القدرة على تمييز سقيمه من صحيحه وعرف علوم الحديث واصطلاحات أهله وضبط ذلك عن أئمة العلم، وحفظ مع ذلك كثيرا من المتون وسمع كتب السنة الستة، ومسند أحمد، ومسند البيهقى، ومعجم الطبرانى، وغيرها من كتب الحديث.
وممن وصل إلى درجة المحدث، عطاء بن أبى رباح القرشى، وأحمد بن حجر الهيتمى، وعبد الرؤوف المناوى.
4- الحافظ: من العلماء من لم يفرق بين المحدث والحافظ، ومنهم من فرق بينهما فقال الحافظ هو: من أحاط علمه بمائة ألف حديث مع معرفة أسانيدها ورجالها، وعرف مصـطلح الــحديث وعرف شيوخه وشيوخ شيوخه وكان ما يعرفه ويحفظه أكثر مما يجهله.
ومن الحفاظ، محمد بن شهاب الزهرى، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وأبو بكر بن أبى شيبة، وابن ماجة القــزوينى، وابن عبد البر أبو عمر يوسف ابن عبد الله، وأبو عبد الله الذهبى.
5- الحجة: هو من بلغ فى الحفظ والإتقان لعلوم الحديث متنا وإسنادا مبلغا يصير به حجة عند كل الناس.
وممن وصل إلى درجة الحجة، معمر بن راشد، وجرير بن عبد الحميد، ومسدد بن مسرهد، وأحمد بن منيع، وأحمد بن سلمة البزار.

6- الحاكم: هو من أحاط علمه بجميع الأحاديث المروية وما يتعلق بها جرحا وتعديلا وتاريخا.

وممن وصل إلى درجة الحاكم: الإمام محمد بن إدريس الشافعى، أبو داود السجستانى، أبو عيسى الترمذى، أبو عبد الرحمن النسائى، وأبو جعفر محمد ابن جرير الطبرى، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابورى.
7- أمير المؤمنين: هو من اشتهر فى عصره بالحفظ والدراية حتى أصبح من أعلام عصره وأئمته، وسمى بذلك لخلافته رسول الله فى أداء السنن إلى المسلمين
وممن وصل إلى هذه الدرجة: عبد الرحمن بن عبد الله بن زكوان المدنى (أبو الزناد) وشعبة بن الحــجاج ، وســفيان الثورى ، ومالك بن أنس، وأحمد ابن حنبل، محمد بن إسماعيل البخارى، وأبو الحسن على بن الدارقطنى، وابن حجر العسقلانى. وهؤلاء وغيرهم ممن وصل إلى هذه الدرجة قد شهد لهم كبار الأئمة وجمهور الأئمــة بالإمامـة فى حـديث رسول الله .
ثانيا: ألفاظ دارت على ألسنة المحدثين:
1- السنة : هى كل ما أثـــر عن الرســول من قــول أو فـعـل أو تقـرير، أو صفة خُلُقِيَّة أو خِلْقِيّة، أو سيرة سواء أكان ذلك قبل البعثة كتحنثه فى غار حراء، أم بعدها، والسنة بهذا المعنى مرادفة للحديث النبوى.
2- الحديث: قيل تعريفه: ما أضيف إلى النبى من قول أو فعل أو تقرير أو صفة أو إلى غيره من الصحابة أو التابعين، وقيل: ما أضيف إلى النبى فقط دون غيره، وقيل: ما أضيف إلى النبى من قول أو فعل فقط دون التقرير والصفة.
3- الحديث القدسى: كل حديث يضيف فيه الرسول قولا إلى الله عز وجل، وينسب الحديث القدسى إلى الله لأنه صادر عن الله عز وجل من حيث إنه المتكلم به أولا والمنشئ له، وأما كونه حديثا فلأنه الرسول هو الحاكى له عن الله تعالى.
4- الخبر: وهو يرادف الحديث عند المحدثين فيشمل ما جاء عن النبى وعن الصحابة والتابعين وهذا هو الصحيح.
وقيل ما أضيف إلى غير النبى .
5- الأثر: قيل إنه يرادف الحديث، وقيل ما أضيف إلى الصحابة أو التابعين. والصحيح أن الألفاظ الأربعة [الحديث والسنة والأثر] كلها مترادفة بمعنى واحد.
6- السند : هو الطريق الموصل إلى متن الحديث.
7- المتن: هو ما ينتهى إليه السند من الكلام . أو هو : ألفاظ الحــديث التى تقوم بها معانيه.

8- الإسناد: هو رفع الحديث إلى قائله، وقد يطلق الإسناد على السند من باب إطلاق المصدر على المفعول كما أطلق الخلق على المخلوق .

و جزاكم الله خيرا و ارجو ان لم يكن شيئا غير مفهوم فأسألوا و ان شاء الله تكون الأجابة بعون من الله و فضله.....